Site icon شوتايم نيوز

سطور متعرجة – صديق البصيلي

IMG 20210916 WA0035

 

 

 

*سطور متعرجة – صديق البصيلي*
sedig2555@gmail.com

*برنامج «ثمرات» هل طلّح الثمر ومات العشم المنتظر..!*

عندما تفاقمت الأزمة الإقتصادية وأستفحلت في تعقيداتها التي لم تفلح الحكومة في حلها بعد، وشكا المواطن من إستنزاف الاموال في ظل التضخم الذي طفح كيله بعد تعويم وتغطيس الجنيه السوداني مؤخراً، واصبحت العملة الوطنية عبارة عن كتلة نقدية لا قيمة لها ومعها تضاعفت الأسعار بعد ان شهدت الأسواق في تصاعد مخيف دون ثبات لأسعار السلع الإستهلاكية وكذا شُح الأدوية المنقذة للحياة، وهدد المواطن الحكومة بالتصعيد للخروج إلى الشارع وقتها في فبراير الماضي، وفي ٢٤ مارس اعلنت حكومة الفترة الإنتقالية عن برنامج جديد (لنج) في الأثناء وقعت حكومة السودان و البنك الدولي في الخرطوم إتفاقية قدم بموجبها البنك الدولي (٤٢٠) مليون دولار أمريكي حيث يستفيد منها حوالي ١٣،٤ مليون شخص سوف تغطي معظم ولايات السودان؛ ربما قد يحسبها الجميع خطوة تصويب بكل تأكيد جاءت في وقت مناسب شديد سوف يساهم هذا البرنامج في حل بعض الشيء من الضائقة المعيشية التي خلفها التردي الإقتصادي الراهن، أنه برنامج الدعم المالي للأسر السودانية (ثمرات) الذي تم منحه من قبل البنك الدولي كدعم لحكومة الفترة الإنتقالية لتخفيف عبء المعيشة على المواطن السوداني وتم تدوينه على السوشيال ميديا والترويج له بإحترافية على وسائل الإعلام الرسمية مع تشديد توفير المستندات (الرقم الوطني) البرنامج يغطي (٨٠٪) من الاسر السودانية الفقراء بما فيهم الاغنياء كذلك والعاملين بالدولة، وقد وصلت الرسالة كاملة إلى كل اطراف السودان وبالفعل تم تدشين البرنامج في ولاية الخرطوم وربما في واحدة من ولايات الوسط، وبحسب إفادات مدراء التنمية الإجتماعية في الوزارت المختصة البرنامج سوف ينطلق في جميع ولايات السودان مع تكوين لجان التسجيل لتنظم العمل – حصر الاسر على إستمارات – شريطة إحضار الرقم الوطني وقد أكتظت مراكز تسجيل خدمة الجمهور بالتردد اليومي بالسجل المدني بكافة الولايات حيث بعثت إدارات السجل المدني أتيام جوالة حرصاً على تمليك المواطن المستند وحفاظاً على حقوقه (الدعم المالي) من الحكومة مع تحديث المستند ذاته على شبكة الأنترنت.
خمس دولارات نصيب كل فرد من أفراد الاسرة هي قيمة (الثمرات) التي فاحت نكهتها مع عبير الغرب والتي تعادل حوالي ما بين(٢٥٠٠ – ٣٠٠٠) ألف جنيه سوداني وحتماً أنتظرها الشعب المحترم مع شكره وصبره المتوالي على الضغط الإلزامي نظراً إنها إضافة معتبرة لتصليح (حلة المُلاح) إذا كانت هناك أسرة مكونة من عشرة أفراد سوف تحصل على أكثر من (٢٥٠٠٠) ألف جنيه شهرياً، وقطعاً أنشرح ضمير المواطن الغلبان بهذا الخبر الذي لا يشع وميضه المنتظر ولا يسد إحتياجاته الضرورية إلا انه قنوع بهذا الشيء البسيط على بركة ورحمة الله الامور بتمشي غير إنتكالية ولا عشم يحقق الأمل المرتجى بعد ان عجزت الحكومة في حل هذه الأزمات المترادفة والمستقرة رغم ذلك أنتظرت الاسر المستهدفة في الولايات تأكيد الخبر (الحلو) الذي طال إنتظاره إلا ان الحقيقة سوف تنكشف مع مرور الزمن من خلال طول مدة الإنتظار لأكثر من ست أشهر لـ(ثمرات) لم تستوي ولم تنضج الثمرة إطلاقاً، الأمر الذي قتل عشم المواطن وكشف إنها حكاية أشبه بالتخدير العاطفي على شاكلة الحلم والوهم.
حكى لي زميلي قال في اثناء عبوره للعمل أستوقفته إمرأة عجوز كبيرة في السن سألته بكل عفوية قالت: (يا وِليدي ناس الحكومة ديل قالوا جايبين قروش سموهن شمارات بصرفوهن بالرقم الوطني ما عارف بكانهن وين) فتبسم ضاحكاً على حد روايته قال لها: حبوبة دا برنامج دعم الاسر السودانية من الحكومة اسمو ثمرات ما شمارات لكن لسه ما جابوهن القروش.
على الحكومة ان تستعجل في تنفيذ برنامج ثمرات في كافة الولايات قبل ما يطلع شمارات أو تبحث عن (أبردي) جديدة حتى يتناسى الجميع هذا الموضوع.

Exit mobile version